توجيه عام للمترشحين والمترشحات لاجتياز اختبارات الكفاءة المهنية 2023

منهجية التعاطي مع مواضيع الاختبارات
الكفاءة المهنية
من الملاحظ أثناء تصحيح أوراق المترشحين(ات) لاختبارات الكفاءة المهنية، أن عدد كبير من المترشحين والمترشحات يجيبون بطريقة جيدة وصحيحة عن أسئلة غير تلك المطروحة في نص الوضعيات الاختبارية، وقد حاولنا مع بعض الزملاء تحليل هذه الظاهرة وخلصنا إلى الأسباب التالية:
  1. مجموعة من المترشحين والمترشحات لا يأخذون الوقت المناسب والكافي لفهم الأسئلة التي تكون في غالبيتها غير مباشرة، مما يقتضي إجابات مركبة، الشيء الذي يجعل المترشح في أحسن الأحوال يبني إجابات عمودية تتناول خيطا واحدا من خيوط السؤال، وهذا ما يفضي إلى إجابة جدعاء مبتورة، لا تسعف المصحح في منح العلامة أو النقطة التقييمية للإجابة. وهذا ما يجعل المترشح(ة) يحس أنه أجاب عن السؤال ويفاجأ بالنتيجة الأمر الذي يجعل التصحيح والمصحح في دائرة الاتهام.
  2. أثناء التهيؤ للمباراة أو الامتحان يراكم المترشح والمترشحة كما معرفيا هائلا في المجالات المرتبطة بالمباراة، مما يشكل لديه وعليه ضغطا معرفيا قويا يستوجب توظيفه خبرة وحنكة وتجربة في تناول المواضيع، هذا الضغط المعرفي في كثير من الأحيان يعمل عمل الموجه للمترشح(ة)، و أثناء بناء الأجوبة تجد المترشح والمترشحة يفرغ ( وأقول يفرغ حمولته المعرفية أكثر مما يجيب عن السؤال، والمشكل هنا أن هناك تماهيا كبيرا لديه، بحيث يحس بنشوة التوفق في تناول الموضوع، بيد أنه (ها) فقط يفتح متنفسا لمعارفه و قد تكون قريبة من موضوع السؤال لكن غير كافية لتأثيث إجابة مناسبة.
  3. ليس من السهل دائما ان يعتمد المترشح والمترشحة المنهجية السليمة في بناء الإجابات المناسبة للوضعيات الاختبارية المطروحة، بل أن العديد من المترشحين ليس لهم نقص بهذه المنهجية والمتمثلة في الخطوات التالية:
أ- قراءة الموضوع قراءة أولية، ثم قراءة متفحصة فحص الشيء: (فحصه؛ دفق النظر فيه ليعلم كنهه)، ثم قراءة متمحصة (محص الكتاب محصه، اختبره ودرسه بعناية).
ب - قراءة السؤال أو التعليمة والتدقيق في حوامله(ا) (المصطلحات المفاهيم العبارات)، وفهمه.
ج- التحديد الدقيق لما يطلبه منا السؤال أو التعليمة وتوثيق ذلك على المسودة وتأطيره، (وأنا أنصح بكتابته بلون لافت)، وللإشارة ففهم السؤال يختلف كليا عن تحديد ما يطلبه منا هذا الأخير، رغم أن الخطوة الأولى (فهم السؤال) مؤثثة للخطوة الثانية (التحديد الدقيق لما يطلبه منا السؤال).
د- بناء تصميم دقيق للإجابة.
ه- جرد وكتابة مجموع الأفكار التي تحضر المترشح والتي يرى أنها مناسبة لبناء موضوع الجواب، وهذا الأمر منهجيا يجعل المترشح ينتقي من التراكم المعرفي الذي حققه أثناء الاستعداد ما يناسب ويرتبط ويؤثث لبناء إجابة منطقية عن التعليمة أو السؤال المطروح كما أنه يساعد المترشح على تجنب الضغط المعرفي الذي يمكن أن يفجر لديه الخوض في أمور تجانب الموضوع ولا تفتل في حبله.
 ي- البدء في تنظيم هذه الأفكار وفق التصميم المعد سابقا (يمكن إدخال تنقيحات على التصميم أثناء الكتابة إذا ظهرت الحاجة إلى ذلك، والحرص على التعبير عن كل فكرة بالكم المناسب فقط من الكلمات والعبارات وتجنب الحشو والعبارات الزائدة التي قد تشوش على تناسق الأفكار وتتلف الخيط الناظم لها، مع الحرص على اعتماد أساليب الربط المنطقية التي تبين بجلاء العلاقة بين الفكرة وسابقتها وكذا لاحقتها.
ن- إعادة قراءة المنتوج والتدقيق فيما إن كان يجيب عما يطلبه منا السؤال، والذي تمت كتابته بلون لافت في المسودة، ثم تنقيح ما يتطلب ذلك.
قد يبدو للبعض أن هذه الخطوات وهذه المنهجية معقدة أو طويلة لكن الدرية عليها تكسب المترشح المراس وتجعله يدبر معارفه وخبراته وكفاياته تدبيرا يفضي إلى بلورة إجابة دقيقة مختصرة وفعالة تلامس غالبية جوانب الموضوع.
أصدق متمنياتي لكم بالتوفيق
بقلم المفتش التربوي عبد الغني اسليماني

تربية وتعليم
تربية وتعليم
تعليقات