يعرف مشروع المؤسسة كإطار منهجي وآلية عملية ضرورية لتنزيل و أجرأة البرامج والمشاريع التربوية داخل كل مؤسسة تعليمية، وتنظيم وتفعيل مختلف الإجراءات التدبريية والتربوية الهادفة إلى تحسين جودة التعلمات لفائدة التلميذات والتلاميذ، مع مراعاة الخصوصيات والرهانات المحلية (المذكرة 14 /159 بتاريخ 25 نونبر 2014). كما يستشرف من خلاله الفاعلون التربويون الوضعية المستقبلية للمؤسسة في إطار رؤية موحدة، وتتحقق هذه الرؤية عبر خطة للتجويد ترتكز على تعلمات التلميذات والتلاميذ. (دليل قيادة مشروع المؤسسة – مشروع (PAGESM -2015).
ويحمل مشروع المؤسسة من خلال هذا التعريف أبعادا مؤسسية وتربوية ومنهجية تؤطر عمل المؤسسة التعليمية :
على المستوى المؤسسي، يقدم مشروع المؤسسة الرؤية الموحدة التي يبلورها الفاعلون التربويون بخصوص الوضعية الحالية والمستقبلية لمؤسستهم ضمن الاختيارات الاسرتتيجية للوزارة. ويتم التعاقد حول هذا المشروع داخل المؤسسة التعليمية وبينها وبين مستويات المنظومة التربوية والجهوية والمركزية؛
على المستوى التربوي، يمثل مشروع المؤسسة صيغة عملية للارتقاء بالممارسة التربوية داخل المؤسسة، إذ يتيح وضع خطط تستجيب لوضعية المتعلمات والمتعلمين وتتجه من خلال إجراءات تنحو نحو جودة التعلم؛
على المستوى المنهجي، يتيح مشروع المؤسسة تنظيم عمل المؤسسة التعليمية وفق خطوات معقلنة ونتائج يمكن التحقق منها على نحو موضوعي.
يقوم أعضاء المؤسسة في إطار المشروع بالخطوات التالية:
- الاتفاق على تشخيص وضعية المؤسسة؛
- تحديد الأولويات؛
- وضع إجراءات و أنشطة واعدة لتحقيق النتائج المنتظرة؛
- الاتفاق على أشكال وصيغ التتبع والتقويم.
ستكون هذه الخطة أكثر فائدة للمتعلمين والمتعلمات، متى استوفت الشروط التالية:
- التركيز على عدد محدود من الأولويات؛
- ارتباط الأولويات بجودة التعلمات والنجاح الدراسي؛
- حرص فريق القيادة على التتبع الدقيق لتطور الإجراءات والأنشطة والنتائج المنتظرة؛
- استمرار التشاور في كل مراحل المشروع مع المدرسين والمدرسات والأطر الإدارية
والشركاء المعنيين.
- تشجيع المبادرة والابتكار وتنمية مهارات و التعلمين و قدراتهم؛
- تكريس التدبير التشاركي و الجماعي للمؤسسة ؛
- إرساء أسس الحكامة و مبدإ الإنصاف و تكافؤ الفرص وسياسة القرب.
وفي إطار ترسيخ منهجية مشروع المؤسسة وقيادته من قبل مديرات ومديري المؤسسات التعليمية تم إحداث آلية للتنسيق تسمى جماعة الممارسات المهنية، التي تعتبر كتجمع لمجموعة من الأقران الذين يتقاسمون نفس الإشكاليات والذين يختارون بعضهم البعض ويجتمعون ليتعاونوا مهنيا. وتسعى هذه الجماعات لتقاسم الممارسات الجيدة والبحث عن حلول للمشاكل المطروحة وتيسير اندماج الوافدين الجدد، وتنمية الثقة في النفس لدى الأعضاء. ولهذا فجماعات الممارسات المهنية تحدث لتستجيب لحاجة التبادل والتجمع بين المديرات والمديرين الذين لهم نفس مراكز الاهتمام والانشغالات المشتركة
تتكون كل جماعة مما يناهز 20 مديرا ومديرة، يمثلون الأسلاك التعليمية الثلاثة. ويتم إحداثها انطلاقا من المناطق التربوية أو الأحواض المدرسية. ويتم تنشيط جماعات الممارسات المهنية من قبل المنسقات والمنسقين الذين يتم اختيارهم من قبل زملائهم، من بين مديرات ومديري المؤسسات التعليمية، بعد أن تتم تزكية الاختيار من قبل المديرات والمديرين الإقليميين.
ولهذا يعتبر مشروع المؤسسة كألية لتفعيل وتنشيط الحياة المدرسية، كما يعتبر الركيزة الأساسية التي تتمحور حولها كل الأنشطة والعمليات التربوية والتدبيرية من أجل الارتقاء بجودة العمل التربوي داخل المؤسسات التعليمية.
اكتب تعليق على الموضوع