دليل الواضح في النشاط العلمي المستوى الثالث ابتدائي

اعتبارا للتراكمات الخاصة في مجالات العلوم والتكنولوجيا في وقتنا الحاضر، والتي لاشك أنها تشكل تحديات جمة ذات انعكاسات هامة على حياة الإنسان مستقبلا : أصبح من اللازم أن تتدخل المدرسة الوطنية لتسليح النشء بالمعارف والمهارات الناجعة لإعداده إعدادا جيدا للتحولات المستقبلية المتسارعة. وذلك لتنشئة المواطن المستقبلي الذي يمثله المتعلم(ة) الحالي في السلك الابتدائي، على القيم والسلوكات الإيجابية والتي من شأنها مساعدته على مواجهة المشكلات مرتكزا على الأساليب التربوية المعتمدة التي تمكنه من اكتساب أدبيات التفكير العلمي، وعلى وجه الخصوص منهج التقصي الذي يعتبر في الوقت الحالي في البحث التربوي الدولي المنهج الأنسب لتملك اقتصاد المعرفة والذي يعتبر الحل لمواجهة تحديات المستقبل.

وتفعيلا للاختيارات التربوية الموجهة لمراجعة مناهج التربية والتكوين في المدرسة الابتدائية المغربية، تم الارتكاز على مواصفات المتعلم الفضولي التي تتلخص في التساؤل والاستفسار والافتراض والتجريب والاستنتاج والتعميم والتي تربط الظواهر الفيزيائية والإحيائية والفضائية التي تندرج في السلك الابتدائي، بحيث تساهم هذه المقاربة في نهاية الأسلاك الثلاث، الابتدائي والإعدادي والتأهيلي إلى تكوين المتعلم المثقف علميا.

ولتجديد مهام المدرسة الوطنية تم الحرص على صياغة مقومات هذه المهام على الشكل التالي :

- اعتماد الاختيارات الوطنية التي تنبني على مدخل الكفايات المنسجمة مع المحتويات والمهارات العلمية والمنهجية .

- الانطلاق من التوجهات الاستراتيجية لتشجيع تعلم العلوم والتكنولوجيا عبر البحث العلمي : ترصيد التجارب والخبرات التربوية والعلمية والديداكتيكية الوطنية والدولية ؛

- اعتماد الكفاية المركبة التي تشمل كل التعلمات لسنة دراسية كاملة.

- تشجيع الأستاذ على استثمار كل الموارد المتاحة في الواقع التربوي والكراسة وتكنولوجيا الإعلام والاتصال وكذا الثقافة الرقمية.

يهدف تدريس النشاط العلمي إلى تكوين المتعلم بحيث يصبح قادرا على : إعمال النقد البناء للعلاقات المركبة التي تربط الإنسان مع العلوم والتكنولوجيا في محيطه ؛

- تفسير الظواهر الطبيعية وحل المشكلات التي تخلقها له ؛

إغناء رصيده المعرفي العلمي بالقوانين التي تترجم التفسير العلمي للظواهر الطبيعية.

- تملك المهارات العلمية وذات النفع في حياته المدرسية حالا، والمهنية استقبالا ؛

- تملك أدبيات المنهج العلمي والبحث والتقصي قصد استيعاب وإدماج التعلمات العلمية والتكنولوجية المستهدفة في بناءه المعرفي.

- تنمية مقوماته النفسية والاجتماعية من ميول وعادات وقيم ومواقف ... لخدمة حياته اليومية وتيسير انخراطه كمواطن صالح في التنمية المستدامة المحيطه المحلي والجهوي والوطني.

يعتبر دليل الأستاذ بالإضافة إلى كراسة المتعلم الدعامتين الرئيسيتين لتحقيق تجديد مهام المدرسة الوطنية. ومن تم حرص المؤلفون على بناء الدليل على مبدأ الأداة التي تيسر للأستاذ(ة) تدبير العمل التربوي لضمان تملك المتعلم للتعلمات المستهدفة.

وحرصا على ألا يعتمد استنساخ محتويات الدليل بل الاستئناس بها لإبراز التكامل ما بينه وبين كراسة المتعلم، بحيث يترك للأستاذ(ة) مجالا واسعا لإذكاء فعاليته وتنبيه مخيلته للخلق والإبداع، انطلاقا من . مخزونه العلمي وموروثه الثقافي والمهني. كما يحث الأستاذ(ة) على مقاربة تيسر تملك التعلمات المستهدفة في مجالها المحلي والجهوي والوطني، فضلا عن الخصوصيات ذات الصلة بالنوع والموروث الثقافي المجالي.

وليكون لهذا الدليل نجاعة وفعالية، ارتأى المؤلفون أن يتضمن كل المكونات الرئيسية التالية للفعل التربوي :

- مجالات المعرفة العلمية والتطبيق والتعليل

- الكفايات الخاصة بمادة النشاط العلمي والمهارات التي تنبثق منها كالملاحظة والوصف والمقارنة ....

- توجيهات بيداغوجية وديداكتيكية تتلخص في النهج العلمي والمبادئ والضوابط الموجهة للتعلمات العلمية

من قبيل بناء موضوع النشاط العلمي ومنهجية إنجاز مشروع في النشاط العلمي.

- مميزات العلاقة بين الأستاذ(ة) والمتعلم(ة) والتي تتلخص في البيئة الدراسية والتكوين الذاتي للأستاذ(ة).

- شروط وظروف إنجاز الفعل التربوي من قبيل : الوسائل، والمعدات والنماذج، والمعلوميات .... 

- دفتر التقصي الذي يعتبر من الأدوات الإضافية التي ستساعد الأستاذ(ة) والمتعلم(ة) على إنجاز الأنشطة .

التنظيم الزمني المواضيع النشاط العلمي من قبيل : الغلاف الزمني، التنظيم المنهجي ....